محاكمة قاتل مروة الشربينى

تستأنف اليوم - الاثنين - جلسات محاكمة «أليكس فينز» الألماني قاتل مروة الشربيني أول يوليو الماضي طعناً بالسكين داخل ساحة العدالة الألمانية. حيث تواصل محكمة دريسدن التي شهدت الجريمة سماعها لأقوال الشهود اليوم وغداً ثم تبدأ جلسات المرافعة بدءاً من بعد غد الأربعاء وحتي جلسة النطق بالحكم في 11 نوفمبر الجاري.

ويركز فريق الدفاع عن دم مروة الشربيني علي التقصير الذي قامت به المحكمة بإهالها خطاب تهديد كان القاتل قد أرسله للنيابة قبل الحادثة بثمانية أشهر وحمل تهديداً واضحاً من القاتل لمروة لكونها مسلمة، وذكر القاتل في خطابه أن أحداً في العالم لا يستطيع منعه من الاعتداء علي مروة إذا ظهرت أمامه في المحكمة مرة أخري. وسب القاتل الدين الإسلامي في خطابه، وقال إن المسلمين ليسوا بشراً حقيقياً ووصف المولي عز وجل بـ «الشيطان» وقد لاقي الخطاب اهتماماً واسعاً من الجالية المسلمة في ألمانيا التي اتهمت المحكمة بأنها كانت علي علم بأن حياة مروة في خطر.

وقد شهدت الجلسة الرابعة للمحاكمة أحداثاً مثيرة فيما يخص خطاب التهديد عندما طلب المحامي خالد أبو بكر- عضو هيئة الدفاع - من رئيسة المحكمة أن تقرأ نص خطاب التهديد، فتهربت وتفادت الخوض في تفاصيل الخطاب، بدعوي أن الخطاب موجود في ملف القضية إلا أن المحامي المصري أصر علي أن تستجيب المحكمة لطلبه مما دعا رئيسة المحكمة إلي الاستجابة لطلبه، وقامت بقراءة الخطاب في مواجهة القاضية التي حكمت في قضية سب القاتل لمروة الشربيني والتي حضرت الجلسة كشاهدة.. وأثناء قراءة الخطاب أحرجت رئيسة المحكمة القاضية عندما وجهت إليها اتهاماً بالتقصير، لكونها أهملت خطاباً بهذه الخطورة دون أن تتخذ أي إجراء احترازي للحفاظ علي حياة مروة الشربيني، وقد دافعت القاضية الشاهدة عن موقفها بأنها لم تكن تتخيل أن تصل الأمور إلي حد القتل وهو نفس الموقف تقريباً الذي اتخذه القاضي الذي كان يرأس الجلسة التي وقعت أثناءها الجريمة عندما أشار في شهادته إلي نص الخطاب الموجود في ملف القضية، محملاً نفسه ذنب كونه لم يأخذ الخطاب مأخذ الجد، وعند قراءته نص الخطاب لم يتماسك نفسه وانخرط في بكاء شديد أثناء شهادته.

كما شهدت الجلسات الثلاثة الأولي أعمالاً استفزازية قام بها القاتل بحق المحكمة بدأت بطلب دفاعه رد المحكمة، وإصرار القاتل علي عدم خلع النظارة الشمسية وغطاء الوجه الذي يرتديه، وقيام المحكمة بتوقيع غرامة عليه لرفضه الانصياع لأوامرها وحتي ادعائه نوبات تشنج وانهيار عصبي وخبط رأسه بالمقعد وطلبه طبيباً أثناء المحاكمة . غير أن القاتل وسط كل هذا أصر علي التزام الصمت التام رافضاً الإجابة عن جميع الأسئلة التي وجهتها له المحكمة.

الجدير بالذكر أن مروة الشربيني كانت قد سافرت إلي ألمانيا قبل مقتلها بنحو ثلاثة أعوام لتكون برفقة زوجها الذي كان يحضر رسالة الدكتوراه في الهندسة الوراثية من معهد ماكس بلانك الألماني، بينما كانت هي تعمل بإحدي الصيدليات القريبة من منزلها في دريسدن